رأينا
في نهاية
الحلقة (الثانية) كيف أن الذي يبدأ حياته بسرقة دجاجة من زرائب
جاراته العجائز ثم يذبحها ليأكلها يمكن أن تتطور عنده هذه الحالة في الكبر
فيسرق
ويسرق، ثم يقتل حتى أقرب الناس إليه,, وهذا ما حصل مع حاكم العراق صدام،
فما ان وصل الى القيادة الحزبية عام 1968م حتى بدأ بقتل رفقاء دربه واحداً
بعد الآخر، واتسعت دائرة السفك والقتل لتشمل المعارضين من ابناء الشعب العراقي ومن يقف في طريقه وينازعه السلطة الواحدة,
الخطة العفلقية
في
نهاية الفصل الثالث من هذا الكتاب تكشف المؤلفة خالدة عبد القهار خطة
البعث العراقي الطويلة الأمد للمحافظة على السلطة والتسيد والتي تم تنفيذها
من قبل
الامبرياليين الانجلو امريكان وميشيل عفلق في العراق وتتمثل في:
،1- الاعتماد على العشائرية في الحماية الشخصية والسلطة فنجد أن كل افراد السلطة اقرباء لصدام من اهل تكريت بالذات,
،2- القيام بالدعاية والإعلام وخلق الأكاذيب وشراء الاقلام,
،3-
تبرير أخطاء الحزب وعيوبه وجرائمه بمنجزات وهمية وجعل المنظمات الحزبية
والاتحادات والعناصر الحزبية وأجهزة القوات المسلحة جواسيس وعيون مخابرات
وحتى
بين افراد العوائل,
،4- تجنيد العناصر الصالحة من الشعب في خدمة مصالح ومخططات نظام العفالقة,
،5- اغداق الاموال والامتيازات على الاعوان والمخلصين,
،6- اتباع اسلوب الإرهاب والتخويف والبطش بحق كل معارض او كل نشاط سياسي آخر,
تنحية الدين
وتقول
خالدة بأن السلطة العراقية سعت منذ البداية الى تنحية الدين وإيقاف
الانشطة الدينية المعارضة لافكار النظام الحاكم ومحاربتها بشتى الوسائل
التي
منها:
،1- غلق الحوزات العلمية والمدارس الدينية,
،2- منع الفقهاء ورجال الدين من القاء المحاضرات بغير إذن من الأمن,
،3- ربط الحوزات الدينية والحوزات العلمية بالمناهج البعثية,
،4- نشر الإشاعات لتشويه سمعة الشخصيات والمراجع الدينية,
،5- محاولة شرا ء افكار علماء الدين وجعلها عفلقية موالية لهم,
،6- التصرف في اموال العتبات المقدسة,
،7- القيام بحملات التوقيف والسجن والإرهاب بحق رجال الدين وطلاب الدراسة الدينية وعوائلهم,
،8-
التجاسر على مراجع الدين والعلماء الاعلام وتعذيبهم بسبب الامتناع عن
طاعتهم وتنفيذ اوامرهم العفلقية, كما فعلوا مع الشهيد الصدر واخته العلوية
بنت
المهدي وعوائل آل الحكيم حيث اعدموا ستة عشر شخصا منهم اكثرهم من العلماء والاساتذة في الحوزة العلمية,
،9- منع كتب رجال الدين من النشر داخل وخارج العراق,
،10- منع دخول المجلات الإسلامية الى العراق,
،11- نشر الافكار المضادة للفكر الإسلامي وتشجيع الكتاب على الكتابة وتأليف الكتب في هذا المضمار,
،12- تقديم الدعم المادي والمكافآت لكل من يقوم بالنشر والتأليف ضد الإسلام,
،13-
تشريع القوانين المخالفة للشريعة الإسلامية وإجبار المواطنين والمحاكم
الشرعية على السير بموجبها مثل التدخل بقانون الاحوال الشخصية للمرأة,
،14- تحديد الحج بعمر لا يقل عن 55 سنة, ومنع صلاة الجمعة في الاذاعة وكذلك الأذان ومنع الشعائر الدينية,
ومع
ما تقدم وما تلاه في العراق من حرب شعواء ضد الإسلام وضد الفضيلة نجد
البعض من المحسوبين على الدين الإسلامي يبيعون ذممهم مقابل أعطيات صدام
فيخلعون
عليه صفات الفضيلة والتدين عندما يحتاج
ويطلب ونجد الدكتور الترابي يطل من قناة فضائية مأجورة ليطلق نكتة سخيفة
يقرر بموجبها ان الرئيس العراقي امر اعضاء
حزبه
بحفظ بعض سور القرآن الكريم!!, ولكن احد وزراء صد ام يكشف جانباً مهماً في
شخصية صدام (المتدينة) فيقول بانه يصلي ثلاث مرات في اليوم,,!!،
مسخ الأخلاق في العراق
في
الفصل الرابع من كتابها؛ تناقش خالدة عبد القهار مسألة الوضع الاخلاقي
المتدهور في العراق بسبب برامج هدم القيم والمذاهب و العقائد فهذا هو
السلاح
الفعال للتملك والسيطرة بمسخ الاخلاق
الفاضلة وتوجيه الافكار نحو الفساد واضعاف الدين ومحوه من العقول والنفوس،
ومن مؤشرات هذه السياسة الإفسادية على يد
صدام وزمرته العفلقية:
،1- نشر المجلات غير الاخلاقية,
،2- استيراد الافلام الخليعة والإكثار من عرضها,
،3- توجيه الشباب من الذكور والاناث للانتماء إلى الفرق الفنية,
،4-
الإكثار من فتح نوادي الشرب والبارات ومحلات القمار والملاهي والسماح
لأعوانهم باستيراد الخمور وبيعها في الفنادق وشركات المخازن العراقية
(اورزدي بار) ،
مع تشجيع إنتاج المشروبات الكحولية,
،5- استيراد الساقطات والراقصات، ومنحهن حق الإقامة في العراق ومساعدتهن في فتح الملاهي والمسارح وإقامة الحفلات,
،6- تشجيع الغجريات على ممارسة الأعمال الدنيئة ورفع الرقابة الخلقية عنهن,
،7- فتح مراكز تلهية الشباب وإفساده,
،8-
الأخذ بيد المرأة للخروج من حصانة الرجل والاهل واعطائها الحرية المطلقة
في التصرفات والانطلاق وتشجيعها على السفور والابتذال, وصدام نفسه يبين ذلك
في
كراسة (الديمقراطية) صفحة 22 فيقول:
،(إن أول أمرأة عراقية رفضت الحجاب كانت اول ضحية من أجل النساء وعلىكل النساء العراقيات تقديسها)!،
ويقول صدام في كتابه: التراث والدين:
،(إن
مقاييس الشرف والقيم مقاييس موضوعية متطورة، وعندما تكون مطلقة فإنها تحدد
في حساباتنا وتكون نسبية في حساباتنا وحسابات الحزب)!،
وهكذا
اصدر مجلس الثورة قراراً يلتزم فيه بمساندة المرأة المنحرفة، وان من حق
المرأة ان تطلق الرجل، وإذا طلقته تكون الدار والأثاث ملكاً لها, فأجبر
العراقي على السكوت عن كل ما تقوم به زوجته من تصرفات,
وفي قانون الأحوال الشخصية جعل صدام نصيب المرأة من الإرث كنصيب الرجل ومساوية له!،
،(شي) يلمها,,!؟
تقول
خالدة بأن خطة البعث العراقي تقوم على اغراق المظاهر اليومية للحياة
بكتابة شعارات خاصة به وجعلها مقدسة تعلق في الطرقات والدوائر الرسمية
بدلاً من
الآيات القرآنية والأحاديث النبوية,
وما
اشارت اليه خالدة عبد القهار يجسد هوس صدام وزمرته بالشعارات والمعلقات
وصور الرئيس التي تملأ كل شبر في العراق حتى ان كل عراقي لاتقع عينه إلا
على
صورة للرئيس أو نصب تذكاري او مجسم كبير، وحتى
يبدو كل فرد في العراق يستظل بمجسم الرئيس ويصحو وينام على صورة له,
والصور التلفزيونية والصحافية التي
تنقل من بغداد
هذه الايام دليل على ذلك فصورة صدام موضوع رئيسي في كل لقطة تخرج من العراق
مثلما هي مفروضة على وسائل الاعلام العراقية,
هذا
الوضع المضحك المبكي معاً يذكرنا بنكتة ظريفة يتداولها العراقيون سراً
تقول: بأن قروياً عراقياً دخل بغداد فاندهش من كثرة صور الرئيس المعلقة على
جدران
المنازل والمتاجر واعمدة النور وحتى دورات المياه وصالونات الحلاقة وزجاج
السيارات,, هذه الدهشة تحولت الى شبه جنون,, فالقروي أخذه الذهول واخذ
يسرع
الخطا على الأرصفة ويردد بصوت مسموع شي يلمها,, شي يلمها ,, بعفوية
وبراءة,, ولكن عيون النظام وآذانه وجواسيس صدام كانت له بالمرصاد, فتم
إيقافه,وخضع
لمساءلة ,, ماذا تقول؟ ماذا تقصد؟ قال المسكين: هذه الصور والمعلقات
الكثيرة تطلبت جهداً كبيراً لنشرها وتعليقها,, والمشكلةكيف يتم جمعها
ولمها من جديد؟!،
وضع المرأة في العراق
افردت المؤلفة الفصل الخامس للحديث عن وضع المرأة في العراق,, فالمرأة نصف المجتمع وبانية الاجيال,, وشاعر العرب يقول:
الأم مدرسة إذا اعددتها
اعددت شعباً طيب الاعراق
ولكن
الحزب البعثي العفلقي في العراق أراد إعداداً آخر للمرأة العراقية العربية
المسلمة، يتفق وخططه وسياساته الالحادية, ولم يعدم من يسانده من نساء
العراق الحزبيات اللواتي ساندن هذا الافساد عن طريق:
،1 - اتحاد نساء العراق, قام على الانحراف والسفور وعدم المبالاة بالقيم والأولاد والاسرة,
،2 - شجع هذا الاتحاد على اقامة الحفلات واستغلال المرأة في الرقص باسم الثورة والحزب ومبادئه,
،3 - افساح المجال للمجلات الخليعة والملابس غير اللائقة,
،4
- دفعوا المرأة الى الانخراط في سلك الأمن والمخابرات, فأصبحت جاسوساً على
زوجها واخيها واولاد عمها وعائلتها لقاء اغرائها برواتب عالية وقطع وأرض
وسيارة,وغيرها,
،5
- نظراً لكثرة السجون والمعتقلات وزج الرجال والمثقفين فيها وتعذيبهم
واعدامهم بقيت اكثر النسوة بلا رقيب مما حدا بهن الى ان يخضعن لأوامر
السلطة
وبذلك فقدت المرأة قيمتها وكرامتها,
،6 - قامت السلطة بإذلال النساء العقائديات وذلك بزجهن في السجون والمعتقلات وتعذيبهن امام ذويهن,
،7
- محاربة المرأة الكفؤة خوفاً من تأثيرها على الأخريات فأبعدوها عن عملها
كمدرسة او طبيبة او باحثة وعالمة فأدى ذلك الى ضعف المجتمع وازدياد عدد
المستهترات والمنحرفات مما جعل المجتمع العراقي كأنه مجتمع الطرب والغواني والغجر,
المرأة بين السجن والإعدام والاستغلال
وفي
هذا الفصل تسرد المؤلفة وقائع مؤلمة لوضع المرأة في العراق فهي اما مسجونة
او مستغلة بصور غير اخلاقية او تعدم,, فصدام قتل بنفسه نساء كثيرات منهن
صباح
الديلمي وأمل مجيد ومعزز التوحيدي, وتشير الى تقارير منظمة العفو الدولية
عن نساء متهمات بمعارضة الحكم العراقي لان أزواجهن أو اخوانهن من المعارضة
مثل:
بخشان عبد الله، مدرسة فيزياء في كردستان وعمرها 31 سنة, متزوجة ولها طفلة
وهي معتقلة، ولايعرف مصيرها, وليلى يوسف اعتقلت وعمرها 50 سنة ولا يعرف
مصيرها،
والسيدة رجاء مجيد رشيد زوجة عبد الستار, وهنزال جادر السوادي عمرها 60
سنة عضو في غرفة تجارة البصرة, وعمد النظام الى اعتقال نساء واخوات
رجال الدين والمثقفين وتعذيبهن امام اعين ذويهن,
التحرش الجنسي
وتنقل
خالدة وقائع لنساء وقع عليهن اضطهاد وتحرش جنسي من صدام وزمرته واعوانه،
فنساء قدمن عرائض طلبن فيها مقابلة الرئيس لأن عندهن مشاكل خاصة مع
موظفين
في الجنسية والسفر مثل المقدم محمد عزيز الذي كان يستغل النساء اللاتي
يراجعن في سبيل اخراج الجنسية العراقية او جواز سفر فيستغل هو وزبانيته
وجودهن ويحاول مصادقتهن بشتى الطرق, وكان نصيب المشتكيات التهجم والطرد والتوقيف والتهديد بالحبس ان تفوهن بكلمة,
وكثير
من النساء كن يذهبن الى دوائر امنية ومخابراتية بحثاً عن ازواجهن او
اقاربهن فيكون مصيرهن الاصطياد بشبكة الامن والمخابرات بحيل مختلفة,
وفي
هذا السياق وضع اتحاد نساء العراق بزعامة منال الألوسي حملات خاصة لترفيه
المسئولين، ففي أوقات معينة تختار منال او غيرها أجمل بنات الجامعة وبعض
الطالبات
والموظفات لتأدية دور الجواري مع المسئولين لقاء مغريات مختلفة, وهناك
فتيات فقيرات يراجعن الاتحاد فتصطادهن موظفات الاتحاد وتوقعهن في الهاوية,
أين جيش العراق؟
سألت
نفسي هذا السؤال بعد قراءتي للفصل السادس من كتاب سكرتيرة صدام الذي خصصته
للكلام على الوضع العسكري في العراق, والجواب بطبيعة الحال يؤخذ من
سياق
البحث في هذا الفصل, فالجيش العراقي انتهى مع وصول صدام الى السلطة
واستبدل بجيش السلطة والحزب,, الجيش الذي مهمته الوحيدة المحافظة على حكم
الرئيس، ثم تنفيذ مخططاته العدوانية والتآمرية على شعب العراق وجيران العراق في كل اتجاه,
هذه حقيقة لا مراء فيها, والخطط التي اتبعها الحكم تكشف ذلك منذ البداية، اليكم ما اوردته المؤلفة في هذا الصدد:
،1 - تصفية القيادات العسكرية المعارضة واحلال عناصر من العفالقة - غير كفؤة,
،2 - طغت الصبغة الفسائدية على الجيش فالمراتب والقيادات بيد اهل تكريت واقرباء صدام,
،3 - فتح دورات لشباب تكريت مدتها شهران او ثلاثة وتخريجهم ضباطاً وتسليمهم الوحدات العسكرية,
،4
- تغيير مواقع بعض الوحدات العسكرية بصورة سرية حيث تم نقلها الى مناطق
اخرى بعيدة، وبقيت ابنية المعسكرات القديمة على حالها اسماً فقط,
،5
- جاء النظام العفلقي بمحطة إعلامية خبيثة ظاهرها حماية الأمة العربية
والجيش وسور للوطن وغيرها من الشعارات المزيفة حفز فيها الشباب الى التطوع
والخدمة
الالزامية وجعلت عملية القبول بشروط سهلة وتقديم مغريات بحيث اصبح راتب
الجندي يزيد على راتب الموظف, ورواتب الضباط والامتيازات الممنوحة لهم من
سيارات
واراض تفوق رواتب وامتيازات حتى ذوي الكفاءة بحيث اصبح كل شاب عراقي
لايفكر بمستقبله إلا اذا التحق بصفوف الجيش والقوات المسلحة,
،6 - ارسال البعثات الى الخارج من العسكريين للتدريب على السلاح المختلف والمتطور,
،7
- فتح الكليات والمعاهد العسكرية المتعددة مثل أكاديمية البكر والكلية
العسكرية وكلية الاركان والبحرية والجوية امام الانتساب الواسع,
8 - شراء الكميات الكبيرة من الأسلحة المتطورة مع جلب الخبراء الاجانب
واستيراد الطائرات الحربية مثل ميغ وسوخوي من الاتحاد السوفيتي, وميراج من
فرنسا
واعداد هائلة من الدبابات والصواريخ ,
،9 - فتح دورات خاصة وإعداد كوادر مهمة ومدربة ومنحها الامتيازات، ولها مواصفات معينة مثل المغاوير والصاعقة,
،10 - جعل اللجان الطبية لفحص المشمولين بالخدمة العسكرية من العفالقة ومن أهل تكريت والمقربين للنظام,
،11 - اتباع اسلوب البطش والاعدام العلني لكل من لايلتزم بالأوامر العسكرية ومن ينتمي الى حزب معارض,
،12 - وضع عيون في الوحدات العسكرية من الجنود وضباط الصف، ترفع التقارير عن كل صغيرة وكبيرة، وكلها من تكريت,
،13 - ايجاد شعبة اسمها شعبة التوجيه السياسي تقوم بنشر مبادىء البعث العفلقية وقمع الآراء المضادة للنظام,
،14
- تدخل العفالقة - في شؤون العسكريين العائلية فاي ضابط اوطيار لايستطيع
ان يتزوج بحريته إلا بعد الموافقة العسكرية والتأكد من ان هذه الزوجة
عفلقية,
،15 - من ابرز صور ديكتاتورية صدام جعله
وزارة الدفاع بيد ابن خاله عدنان خير الله، واناطة القيادات المهمة كلها
بيد اقربائه الذين لايحملون الكفاءات
المطلوبة,
،16 - اشاعة الفجور والخلاعة والخمر بين الضباط العسكريين بدلاً من تغذيتهم بالمبادىء والعقائد الدينية والخلقية,
،17 - الاكثار من الندوات العفلقية التي تغسل أدمغة العسكريين من كل فكر ثوري او عقائدي,
،18 - كانت في السابق صفات العسكريين في الجيش الرجولة والخشونة، اما اليوم في زمن العفالقة فحل محلها الجبن والميوعة والخوف,
جيش صدام
ومن
المعطيات السابقة التي ساقتها المؤلفة يصح ان نسمي هذا الجيش بجيش صدام,,
وهذه حقيقة يحلو لوسائل إعلام صدام التأكيد عليها في كل مناسبة, هذا الجيش
دخل
به الرئيس حرباً غير مبررة مع إيران سماها القادسية وهي قادسية صدام
الامريكية , فعاد مهزوما مدحوراً مثقلاً بالديون والخزي, وغزا به دولة
الكويت
العربية الجارة مخالفاً بذلك مواثيق
الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة فخرج منها بعد اشهر مرغماً بهزيمة
نكراء في ظرف 72 ساعة, ومع كل هذا يصر
صدام انه انتصر في حربه مع ايران وانتصر في غزوه للكويت,, بدليل انه لم يعد يحكم من العراق الا بغداد,,!،
الثقافة في العراق
أين الثقافة,؟
الفصل
السابع جاء لعرض الوضع الثقافي العراقي في ظل حكومة صدام العفلقية,, تقول
خالدة عبد القهار: الموازين في العراق اضحت كلها مقلوبة، والادلة على
ذلك
كثيرة,, فالهدم في البناء الحضاري مستمر، والتأخر واضح في المجالات
الثقافية والاقتصادية وباقي جوانب الحياة الاخرى والديكتاتورية دائما تأتي
بالفوضى
والتأخر والهدم والاعتقال والاعدام والتشريد، ونحن في العراق نعاني كثيراً
من الديكتاتورية فكل شيء يخضع للهدم والتأخر والفوضى,
اضافة الى ذلك الحروب الطاحنة وماجرته من ويلات ودمار,
وتضيف
ان اول مافقده العراقيون منذ ان تسلط صدام وزمرته على العراق هي
الثقافةوكان لسياسة الارهاب التي اتبعها الاثرُ في القضاء على حرية الكلام
والتفكير
والكتابة وتدمير الفكر والحضارة وكان هدف العفالقة من هذا المخطط، تحويل
الفرد العراقي الى انسان بلا ارادة واداة طيعة بيد اجهزة السلطة,
وحضارة
وادي الرافدين وثقافة وادي الرافدين في ظل العفالقة اصبحت تدعو للرثاء
لانها وصلت الى منتهى الضعف والانحطاط والتردي، وفقد شرف الكلمة وكرامة
المثقف
الابي، وافلس العراق من كل مظاهر التقدم بعد اصابته بالخيبة والتراجع،
ويوماً بعد آخر يتحول العراق الى سجن كبير حديث تذبح فيه الحريات،
وتفقد
كل مقومات الحياة من ابسط اشكالها، وأما اعظم محنة واكبر مأساة عندما نرى
الطالب في الصف السادس الابتدائي لايجيد قراءة قل هو الله احد وقل يا
ايها الكافرون ,
وتضيف خالدة عبد القهار:
ان
صداماً شيطان خبيث في مخططاته، ولاعجب في ذلك لان هذا التخطيط العفلقي
موجه من قبل الامبريالية، فهي تجيد هذه اللغة في التعامل عندما تريد
استعمار
شعب قوي يحمل عقيدة ومذهبا ومبادىء إسلامية صادقة,
لا للماضي والدين,,؟
ومن أسس المخططات السلطوية في العراق لهدم الهوية الثقافية للعراق الآتي:
،1
- تحطيم ثقافة وتراث شعب العراق بإصدار كتب خبيثة, ففي كتاب: نظرة في
التراث والدين لصدام يقول فيه بكل صلف من الامور المركزية في مجتمعنا
المؤثرة
خلقنا وتراثنا وتقاليدنا الماضي والدين ,
ويقول ايضا: ان الاجتهادات الفقهية تضيع الاتجاه الصحيح لتطبيق المساواة ,
إذن هذه هي افكار قادة الحزب الحاكم فماذا ينتظر منهم حيال الشعب؟!،
،2
- قام البعثيون بطبع ونشر كتب معادية للعقيدة الاسلامية والانسانية اي
الاسرائيليات ونشروا التفرقة العنصرية، وزرعوا الفتن والحزازات بين المذاهب
حسب
شعارهم فرق تسد ، وصادروا الكتب والمخطوطات القديمة وحاربوا المؤلفين والكتاب إلا من شايعهم وناصر مذهبهم البعثي,
وجعلوا من الاذاعة والتلفزيون واجهة ثقافية عفلقية لخدمة مبادئهم وغسل افكار الشعب,
يقول
صدام في كتابه (الديمقراطية مصدر قوة للفرد والمجتمع ): من اجل الا ندع
الاب والام يسيطران على البيت، لأن بعض الآباء افلتوا من ايدينا لأسباب
عديدة، إلا اننا نجد ان الابناء الصغار بايدينا - ويجب ان نغسل افكارهم ونعلم الطفل والطالب او التلميذ ان يعترض على والديه,
وفعلاً حدث التمرد على الوالدين وكانوا يأخذون الاولاد باسم الفتوة ويعلمونهم مبادىء العفالقة,
،3
- استخدمت السلطة - بعض الاقلام وبعض الكتاب المأجورين للتعاون معهم,
وخاصة من البلاد العربية الفقيرة, وذلك للمزيد من التهريج والكذب,
،4 - اغلقت السلطة الكثير من الصحف ومنعت العديد من الكتاب والمفكرين من مزاولة نشاطهم لأنهم غير بعثيين,
،5 - فتحت النوادي وأكثرت من الندوات باسم الادب والثقافة ولكنها كانت في الحقيقة شراكاً لنشر المبادىء العفلقية ورصد المعارضين,
،6 - استغلت السلطة الفن في العراق لاغراض غير شريفة,
،7 - سخر النظام الشعر والنثر بشكل مباشر لوصف وتمجيد شخصية صدام وأمه وعائلته فقط وصرف المبالغ الكبيرة لذلك,
،8 - لاتوجد في العراق اي صحيفة حرة أو مجلات علمية صادقة، فكل المجلات والصحف تخدم النظام وتدافع عن سياسته,
،9 - تم اغلاق المجمع العلمي الكردي، وقتل ومطاردة الأدباء والعلماء والشعراء الأكراد,
،10 - تم اغلاق المركز الثقافي التركماني ومطاردة وقتل الادباء والمفكرين التركمان,
،11
- تغيير التاريخ وافساد الحاضر وقلب الموازين في العراق وتحريفها فخير
الله طلفاح جعل من نفسه مؤرخاً وهو لايجيد كتابة حتى رسالة عادية بشكل صحيح
فقد
اشترى ضمائر بعض اصحاب الاقلام المأجورة ليكتبوا له بعض الكتب الهدف منها زرع التفرقة بين السنة والشيعة, ثم زور كثيراً من التواريخ,
،12 - عمد العفالقة الى ذكر اسماء قادة لم تدرج اسماؤهم في التاريخ الاسلامي مثل مجيد وغيره, وهذا تزوير,
،13
- لم يتوان صدام عن تشجيع من يكتب ويهيىء له شجرة العائلة بحيث جعل اصله
يمتد الى الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وهذا تزوير وبهتان عظيم,
لأن التكارتة من اصول غير عربية وغير عريقة,
،14
- القائد الاسلامي صلاح الدين الايوبي قائد يذكره التاريخ، والبعثيون
وخاصة صدام ادعوا بانه عربي مولود في مدينة تكريت, والحقيقة انه كردي وولد
في مدينة شقلاق التابعة لمحافظة اربيل,
وهكذا
يبدو الوضع الثقافي في العراق في ازمة بسبب التزوير والافساد الواقع عليه
من السلطة الحاكمة التي هي فاسدة في اصلها، وجاهلة بابعاد ماتنتهجه من
سياسات خرقاء,
,, والى اللقاء في الحلقة القادمة,